خاص في موقع الرامة - عروس الجليل , بقلم – مالك صلالحه
ليتني كنت مثلك لا اعترف بالحدود السياسية ولا الطبيعية التي وضعناها نحن بين الانسان .. والتي كانت سببا في تباعدنا عن بعضنا البعض ..واضعين أمامنا العراقيل ..كالأسلاك الشائكة وحقول الألغام ..وكاميرات الرصد وأجهزة التنصت والرادار والأقمار الصناعية الى ما هنالك ..كل ذلك جراء آنعدام الثقة وأستشراء العداء والكراهية بيننا ..!!
ليتني كنت مثلك ..لا اعترف بالحدود السياسية ولا الطبيعية ..كسلاسل الجبال والأنهار والمحيطات والبحار والبحيرات والمضائق.
ليتني كنت مثلك حرا طليقا حتى أتجول بحرية دون معابر حدود.. ودون شرطة حدود.. دون أن أكون بحاجة لهوية أوجواز سفر أو جنسية .. لأقيم أين أشاء دون تحديد إقامة ..!!
ليتني كنت مثلك لأتجول بين الناس دون أن أرى المشاهد المرعبة للجوعى والمرضى والمعاقين والمتسكعين في الشوارع دون مأوى والزناة ..وتجار الممنوعات والمدمنين والمنتهزين والإنتهازيين وأغنياء الحرب ومصصاي دماء وأموال الشعب .. وكي لا ارى المناظر المواقف المقيتة التي يضطهد فيها الأنسان أخاه الأنسان ليستغله أويسلبه ماله أو أرضه أو حريته أو حياته ..
ليتني كنت مثلك-
كي لا أرى مشاهد الدمار والويلات التي تخلفها الحروب ..
كي لا أرى مشاهد المصابين والجرحى والمشوهين على أسرة المستشفيات وردهاتها أو القتلى في الثلاجات ..
كي لا أسمع أنينهم ولا أرى دموعهم لأنني لا أستطيع أن أجمد الدموع في عيني والأحاسيس والمشاعر في قلبي.. لهذه المشاهد ولدموع وتأوهات ولوعة الأمهات والآباء والأخوة والأخوات والبنين والبنات والأحفاد ..!! لأن ضميري لم ولن ولا يسمح بذلك !!
ليتني كنت مثلك... حرا طليقا..لا اعترف بمياه إقليمية ..ولا بمناطق نفوذ ولا ولا بمناطق محضورة ولا بمناطق مقفلة أو عسكرية أو حيادية أو منزوعة السلاح ..
ليتني كنت حرا طليقا ..كي أبتعد عن الأنهار والينابيع والشواطىء والبحار الملوثة بالمياه العادمة وبمخلفات المصانع الكيماوية السامة وبالنفايات التي نخلفها نحن البشر ونرميها دون رقابة أو وازع ضمير لنزيد الطين بلة !!
ليتني كنت حرا طليقا ..لأبتعد عن أجواء المدن والمناطق الصناعية ذات الأجواء الملوثة بالدخان والسموم التي سببناها بأنفسنا بسبب جشعنا وحبنا الأعمى للمال والثروة !!
ليتني كنت مثلك ..حتى يكون بآستطاعتي أن أهاجر الى أراض ومناطق بكر.. لا زالت كما خلقها الباري سماؤها صافية وأرضها نظيفة نقية ساحرة خلابة هادئة ووادعة مياهها عذبة وينابعها نقية .. لم تطأها قدم الأنسان ولم تشوهها يده ولم تلوثها مخلفاته !!
ليتني كنت مثلك لأحلق بحرية - دون خوف من قاذفة أومدمرة أو صاروخ أو قذيفة أو رصاصة - فوق محيطات وبحار وبحيرات وغابات وجبال وأودية لم يرها الأنسان من قبل ..ولم تُسمع فيها طلقة رصاص واحدة جراء صيد أو حرب ولم يرق فوقها دم إنسان غير دم هابيل ..
ليتني كنت مثلك أيها الطائر.. لأفرد جناحي وأحلق فوق الغيوم لأنظر الى ما دوني وأرى كم هو صغير هو الأنسان المتكبر والمتعجرف ذلك الذي يحسب نفسه أسمى وأرقى من غيره من البشروالمخلوقات ..يمشي بخيلاء وتجبر ..وهو لا يدري أو يدري في قرارة ذاته أنه لا يساوي شيئا ..وأن " بدايته نطفة وآخره جيفة "..علّه يتعظ أن الله خلقنا سواسية كأسنان المشط ..وأن الطبيعة خُلقت من أجلنا كي نعيش فيها ونحافظ عليها كي تحافظ علينا بالمقابل ..لأننا بتدميرها نحن ندمر أنفسنا .. فعذرا منك أيها الطائر على كل ما اقترفته أيادينا ..منذ سيدنا آدم حتى اليوم !!!