أظهرت دراستان طبيتان أن خلل الانتصاب الوظيفي يؤشر على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي تهدد حياة الرجال المرضى بالنوع الثاني من مرض البول السكري.
وفي حين ربطت أبحاث سابقة بين خلل الانتصاب وأمراض القلب، دفعت الدراستان الجديدتان المنشورتان في دورية "مجلة الكلية الأميركية لطب القلب" البحث في هذا المجال خطوة إلى الأمام، من خلال النظر في المخاطر التي يتعرض لها الرجال المرضى بالنوع الثاني من السكري.
وقد شملت الدراسة الأولى التي أجريت في إيطاليا 291 رجلا مصابا بالنوع الثاني من مرض السكري يعاني 45% منهم من خلل انتصاب وظيفي، في حين غطت الدراسة الأخرى التي أجريت في هونغ كونغ، حوالي 2300 مريض من نفس النوع.
خلل الانتصابوأظهرت الدراستان أن المصابين بخلل الانتصاب من بين الرجال المرضى بالنوع الثاني من السكري، كانوا أكثر تعرضا للإصابة في القلب والشرايين، بما في ذلك موت القلب المفاجئ والأزمات والسكتات القلبية، مقارنة بأمثالهم غير المصابين بخلل الانتصاب الوظيفي.
وقد أكد خبراء دورية "مجلة الكلية الأميركية لطب القلب" صحة الارتباط بين خلل الانتصاب وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ولو بدرجة أقل أيضا لدى الرجال غير المصابين بمرض السكري ممن لديهم هذا الخلل.
مضاعفات قلبيةوجرت متابعة هؤلاء الرجال في المتوسط حوالي أربع سنوات، وخلال تلك الفترة حدثت للمجموعة تسع وأربعون حالة مرضية رئيسة في القلب والشرايين، بما فيها وفيات وأزمات قلبية غير مهلكة وسكتات وذبحات صدرية غير مستقرة.
وكان احتمال حدوث هذه الإصابات مضاعفا لدى المصابين منذ بداية الدراسة بخلل الانتصاب الوظيفي، وحتى بعد أن قام الباحثون باحتساب مخاطر أمراض القلب الأخرى -كالتدخين وتعاطي الكحول- لدى هؤلاء الرجال.
بالمقابل لم تبد على أي من المرضى عندما بدأت هذه الدراسة أعراض واضحة لأمراض القلب، بالإضافة إلى أن جميع هؤلاء الرجال عولجوا من مرض الشريان التاجي، وأجريت لمعظمهم جراحة تحويلة للشريان التاجي.
وفي السياق ذاته نوه الباحثون بمعهد "بييتوماتيو" الإكلينيكي بمدينة بافيا بإيطاليا إلى أن تعاطي عقاقير "ستاتِن" المخفضة لمستويات الكولسترول الضار المنخفض الكثافة، يخفض بدوره مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأضافوا أنه يمكن لعلاجات خلل الانتصاب مثل "الفياغرا" أن تخفض بدورها تلك المخاطر، رغم أن الدراسة لم تبرهن على ذلك.
مؤشر مستقبليوأجريت الدراسة الأخرى في هونغ كونغ على مرضى لم تبد عليهم أي علامات لأمراض القلب، وأبلغ حوالي 27% منهم عن إصابتهم بخلل الانتصاب الوظيفي لدى بدء الدراسة.
وأظهرت متابعة هؤلاء الرجال مدة أربع سنوات حدوث 123 إصابة رئيسة في القلب والشرايين، نجمت عنها وفيات وأزمات قلبية غير مميتة، وأمراض قلب أخرى غير مهلكة.
وأكدت كلتا الدراستين بوضوح أن إصابة مرضى السكري بخلل الانتصاب الوظيفي مؤشر يدل على إصابات مستقبلية بأمراض القلب والشرايين.
وخلص الباحثون إلى أن الرجال المصابين بخلل الانتصاب الوظيفي هم أكثر تعرضا لإصابات القلب والشرايين بصرف النظر عن أعمارهم ومرجحات الإصابة الأخرى.
للإشارة فإن الخبراء يوصون أطباء مرضى السكري بأن يسألوا مرضاهم عن الإصابة بخلل الانتصاب الوظيفي، وأن يتناولوا بالعلاج العاجل كافة عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي قد تكون لدى مرضاهم، كارتفاع مستويات دهون الدم وارتفاع ضغط الدم.
أظهرت الدراستان أن المصابين بخلل الانتصاب الوظيفي من بين الرجال المرضى بالنوع الثاني من السكري، هم أكثر تعرضا للإصابة في القلب والشرايين.